بينما كنت أبحث عن مقالة ذات علاقة ببحث أعكف على كتابته التقيت بمقالة مثيرة لا علاقة لها بموضوع البحث على الإطلاق. عنوان المقالة “مدراء متطرفون، وأماكن عمل متطرفة: الرأسمالية والمنظمات والمعتلون النفسانيون في الشركات”.
هي مقالة علمية رصينة حول تناقش الاعتلال النفسي في الشركات Corporate Psychopaths وقد أثارني ما أورده الباحثون في بحثهم نتيجة لدراسة أجروها في إنجلترا قبل عدة سنوات. التقى الباحثون مع موظفين ساقهم قدرهم إلى أن يكونوا تحت إمرة مدير عنده اعتلال نفسي وأجروا معهم مقابلات لفهم ظاهرة الاعتلال النفسي في الشركات والاطلاع على نتائج أفعالهم على الموظف والشركة.
سألخص البحث الواقع في أكثر من عشرين صفحات في نقاط عدة كما يلي:
- المديرون المعتلّون نفسيا لا رحمة لديهم ويساهمون في خلق بيئة عمل تتسم بالشدة والعنف.
- نتيجة للعمل في بيئات عنيفة يكون رد الموظف هو الخروج من الشركة أو الانسحاب عاطفيا من علاقته بشركته (يعمل بشكل آلي بلا أي عاطفة تجاه شركته) أو من القسم الذي يعمل فيه ذلك المدير القاسي.
- البحث يؤكد صحة ما أوردته الأبحاث السابقة حول الاعتلال النفسي في الشركات والمعاملة السيئة للموظفين، حيث يقوم المدير المعتلّ بطرد الموظفين المخلصين أو دفعهم للاستقالة، وسرقة الموارد أو إساءة استخدامها، ورفض الخطط المقدمة من الموظفين، وتوظيف استشاريين لا داعي لتوظيفهم بينما الطاقات المفكرة في الشركة يتم تحييدها أو إساءة استخدامها.
- تشهد الصحة العامة للموظف تراجعا في ظل تلك البيئة ويحل الارتباك التنظيمي محل التوجه التنظيمي السليم، مع تراجع في الأخلاق التنظيمية وسمعة الشركة.
- يعتمد المدير على العمل الجيد للآخرين من خلال الاستحواذ على أفكارهم ومقترحاتهم وخططهم الخاصة بهم وادعاء ملكيتها. كما يعتمد المدير المعتلّ على مستشارين إداريين للقيام بعمله.
- يكره الموظفون العمل في هذه البيئات وينسحبون من أماكن العمل المتطرفة تلك عن طريق المطالبة بمعدلات مرتفعة من الإجازات المرضية والإجازات بسبب الإجهاد أو عن طريق البحث عن عمل بديل. ثمة أقلية تنسحب من سوق العمل دون أي وظائف أخرى للذهاب إليها. أي يفضل قلة من الموظفين البطالة على العمل تحت إمرة مدير معتلّ نفسيا.
- على المدى القصير، ترى الإدارة العليا أولئك المديرين المعتلين نجوما لامعين وأنهم السبب في الإنجاز المرتفع في المؤسسة بينما على المدى البعيد يبدأ التباين بين أداء المدير المعتلّ وبين النجاح طويل الأمد للشركة.
- يتفق الباحثون مع الأدبيات السابقة التي تشير إلى أن الموظفين المعتلين نفسيا لديهم قابلية كبيرة للانخراط في أنشطة احتيال وأنهم لا يأبهون بالدمار التنظيمي الذي يخلقونه في الشركة. ويبدو أن طريقة عمل أولئك المعتلين تنطوي على بلطجة وتخويف وسيطرة وتلاعب.
- يتفق الباحثون أيضا أن الأسلوب المفضل لدى أولئك المعتلين هو الصراخ وتقويض الموظفين عن طريق إذلالهم على الملأ. بعض الموظفين المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم خافوا على حياتهم في فترة من الفترات.
- كما يدعم البحث الحالي الرأي القائل بأن المعتلين النفسيين في الشركات يضخمون من قيمة مؤهلاتهم وقدراتهم، ويدعون امتلاكهم لدرجات علمية من جامعات مرموقة وكفاءات الإدارية لا يمتلكونها أصلا.
- وعلاوة على ذلك، يستخدم المعتلون تكتيكات “فرّق تسد” داخل الشركة للحفاظ على السيطرة على الموظفين والنقابات واللجان الإدارية، في حين يعرضون للخطر جودة خدمة العملاء والنتائج التنظيمية من خلال خطط إدارة متقلبة وغير منتظمة.
رابط البحث الأصلي
http://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/1350508415572508
ملاحظة هامة: إذا شعرت أن هذه المقالة مفيدة، فتذكر أن الذي كتبها بذل جهدا كبيرا في كتابتها. يمكنك أن تشكره بأن تعيد نشر المقالة عبر صفحتك في فيسبوك أو تويتر كي يستفيد غيرك كما استفدت أنت. شكرا لكم 🙂
هذه المقالة تمت قراءتها 3841 مرة ______________ لا تنسى بعد قراءتك للمقال أن تقوم بتقييمه بواسطة النجوم لو سمحت 🙂